هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

,.-~****·~-.¸¸,.-~* الموسوعه الكامله للشاعر احمد مطر ·~-.¸¸,

اذهب الى الأسفل

,.-~****·~-.¸¸,.-~* الموسوعه الكامله للشاعر احمد مطر ·~-.¸¸, Empty ,.-~****·~-.¸¸,.-~* الموسوعه الكامله للشاعر احمد مطر ·~-.¸¸,

مُساهمة من طرف معاد الجبوري 12/15/2007, 12:37 am


أحمد مطر

ولد أحمد مطر في مطلع الخمسينات، ابناً رابعاً بين عشرة أخوة من البنين والبنات، في قرية (التنومة)، إحدى نواحي (شط العرب) في البصرة. وعاش فيها مرحلة الطفولة قبل أن تنتقل أسرته، وهو في مرحلة الصبا، لتقيم عبر النهر في محلة الأصمعي

وفي سن الرابعة عشرة بدأ مطر يكتب الشعر، ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية، لكن سرعان ما تكشّفت له خفايا الصراع بين السُلطة والشعب، فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره، في دائرة النار، حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، ولا على ارتداء ثياب العرس في المأتم، فدخل المعترك السياسي من خلال مشاركته في الإحتفالات العامة بإلقاء قصائده من على المنصة، وكانت هذه القصائد في بداياتها طويلة، تصل إلى أكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية من التحريض، وتتمحور حول موقف المواطن من سُلطة لا تتركه ليعيش. ولم يكن لمثل هذا الموقف أن يمر بسلام، الأمر الذي اضطرالشاعر، في النهاية، إلى توديع وطنه ومرابع صباه والتوجه إلى الكويت، هارباً من مطاردة السُلطة.

وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محرراً ثقافياً، وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يُدوّن قصائده التي أخذ نفسه بالشدّة من أجل ألاّ تتعدى موضوعاً واحداً، وإن جاءت القصيدة كلّها في بيت واحد. وراح يكتنز هذه القصائد وكأنه يدوّن يومياته في مفكرته الشخصيّة، لكنها سرعان ما أخذت طريقها إلى النشر، فكانت (القبس) الثغرة التي أخرج منها رأسه، وباركت انطلاقته الشعرية الإنتحارية، وسجّلت لافتاته دون خوف، وساهمت في نشرها بين القرّاء.

وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي، ليجد كلّ منهما في الآخر توافقاً نفسياً واضحاً، فقد كان كلاهما يعرف، غيباً، أن الآخر يكره ما يكره ويحب ما يحب، وكثيراً ما كانا يتوافقان في التعبير عن قضية واحدة، دون اتّفاق مسبق، إذ أن الروابط بينهما كانت تقوم على الصدق والعفوية والبراءة وحدّة الشعور بالمأساة، ورؤية الأشياء بعين مجردة صافية، بعيدة عن مزالق الإيديولوجيا.

وقد كان أحمد مطر يبدأ الجريدة بلافتته في الصفحة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة.

ومرة أخرى تكررت مأساة الشاعر، حيث أن لهجته الصادقة، وكلماته الحادة، ولافتاته الصريحة، أثارت حفيظة مختلف السلطات العربية، تماماً مثلما أثارتها ريشة ناجي العلي، الأمر الذي أدى إلى صدور قرار بنفيهما معاً من الكويت، حيث ترافق الإثنان من منفى إلى منفى. وفي لندن فَقـدَ أحمد مطر صاحبه ناجي العلي، ليظل بعده نصف ميت. وعزاؤه أن ناجي مازال معه نصف حي، لينتقم من قوى الشر بقلمه.

ومنذ عام 1986، استقر أحمد مطر في لندن، ليُمضي الأعوام الطويلة، بعيداً عن الوطن مسافة أميال وأميال،

يحمل ديوانه اسم ( اللافتات ) مرقما حسب الإصدار ( لافتات 1 ـ 2 إلخ ) ، وللشاعر شعبية كبيرة ، وقراء كثر في العالم العربي .

القصائد

العاطل عن نفسه

سارّ في الأرضِ طَويلا.
قاسَها مِيلاّ فَميلا.
دَقَّ أبواباً وأبواباً
فَما آنسَ تُرحاباً
ولا بَلَّ غَليلا.
كُلَّما ألفي سبيلَ الرِّزقِ
مَفتوحاً قَليلا
قَطَعَ الغَرْبُ السًَّبيلا
عارِضاً أن يُنجِزَ الشُّغْلَ
سَريعاً وثَقيلا.
أينَ يَمضي؟
لَمْ تَعُدْ خِبرَتُهُ تُجدي فتيلا
وَهْوَ لو حازَ مَهاراتٍ سِواها
لَرَماها
وابتَغي شُغْلاً بَديلا.
أيْجاري الغَرْبَ؟
كَلاَ..
نُبّلُهُ يَمنَعُهُ
أن يَتَعاطي عَمَلاً لَيسَ نَبيلا.
أينَ يَمضي؟
سَيْرُهُ الدّائِبُ أعياهُ
وَطُولُ الجُوعِ ألقاهُ عَليلا
فَتَمنّي راحةَ المَوتِ
ولكِنْ
فاتَهُ، في سَكْرَةِ الإعياءِ،
أنَّ المَوتَ أمسي مُستحيلا.
ذاتَ غَرْبِ..
وُجِدَ (المَوتُ) قَتيلا!
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000

البحث عن الذات

أيها العصفور الجميل..أريد أن أصدح بالغناء مثلك، وأن أتنقّل بحرية مثلك.
قال العصفور:
-لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور ؟
- لا أدري..ما رأيك أنت ؟
-إني أراك مخلوقاً مختلفاً . حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك .
- وما هو جنسي ؟
- إذا كنت لا تعرف ما جنسك ، فأنت، بلا ريب، حمار .
***
- أيها الحمار الطيب..أريد أن انهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك .
قال الحمار :
- لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي . هل أنت حمار ؟
- ماذا تعتقد ؟
- قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار .
- فماذا أكون ؟
- إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حموريّةً مني ! لعلك بغل .
***
- أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر،
وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن .
قال البغل :
- كُـنْ..مَن يمنعك ؟
- تمنعني ذلَّتي وشدّة طاعتي .
- إذن أنت لست بغلاً .
- وماذا أكون ؟
- أعتقد أنك كلب .
***
- أيها الكلب الهُمام..أريد أن اطلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك .
- هل أنت كلب ؟
- لا أدري..طول عمري أسمع المسؤولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر .
- لماذا لا تستطيع ؟
- لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً .
- ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً .
- إذَن فماذا أكون ؟
- هذا ليس شغلي..إعرف نفسك بنفسك..قم وابحث عن ذاتك .
- بحثت كثيراً دون جدوى .
- ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر .
***
- أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إنفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم .
إحملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد .
قال البحر :
- أأنت زَبَد ؟
- لا أدري..ماذا تعتقد ؟
- لحظةً واحدة..دعني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً .
أوووه..اللعنة..أنت مواطن عربي !
- وما العمل ؟
- تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً . بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت .
- إبلعني، إذن، أيها البحر العظيم .
- آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك .
- كيف أنتحر إذن ؟
- أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء .
- ليس في بيتي كهرباء .
- ألقِ بنفسك من فوق بيتك .
- وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف ؟!
- مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك ؟
- ومن يعطيني ثمن الحبل ؟
- لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك .
- ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم ؟!
- إسمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة . إنها طريقة مجانية وسهلة، لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً .
- أرجوك أيها البحر العظيم..قل لي بسرعة..ماهي هذه الطريقة ؟
- إبقَ حَيّـاً !
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000000000000

خَـرج ولم يعد

أحفَيتُ عُمري.. وأنا
أبحثُ عن (شَريفْ)
مُنذُ تَوارى فَجأةً في الزَّمنِ المُخيفْ
طَفِقْتُ طُولَ الوَقتِ
أستفسرُ عن أخبارهِ
وَأسألُ الرُّكبانْ.
لكنَّني لِلآنْ
لم أستطعْ
أن أعرفَ الصِّدقَ مِنَ التأليفْ :
سَمِعتُ يوماً أنّهُ
فَـرَّ إلى طهَرانْ
وَدُونَ كُلِّ رَهْطِهِ
قد عاشَ فيها عاطِلاً
إلاّ عَنِ الإيمانْ !
وَقيلَ، يوماً، إنّهُ
مُختبىءٌ في الرِّيفْ .
وَقيلَ، يَوماً، إنّهُ
يَقبَعُ في التّوقيفْ .
وَقيلَ إنّهُ مَضى، سِـرّاً،
إلى عَمّـانْ
لكنّهُ
لَمْ يَشتَرِ الخُبزَ بماءِ وَجْههِ
فَماتَ بالمجّانْ !
تَبعْتُ آلافَ الرّواياتِ
ولكنْ
لَم أصِلْ يَوماً إلى شَريفْ .
***
وآذَنَتْ أقدارُنا أن يَسقُطَ الطُّغيانْ
فَعادتِ الآمـالُ لي
في أن أراهُ عائداً
بعَودةِ الأوطانْ .
ها هُوذا زَمانُهُ المأمولُ مِن زَمانْ
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَربطَ الجُرحَ بطيبِ أصْلِهِ
وَيَقطعَ النّزيفْ .
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَطبعَ العفَّة في قُلوبناِ
بِطبْعهِ العَفيفْ .
هُوَ المُرجّى وَحْدَهُ
أن يَرفعَ الفَسادَ عن دُروبنا
وَيكنُسَ الإخلافَ وَالتّسويفْ .
تَبعِتُ مَجرى أمَلي
مُسْتقصِيًا عن بَطَلي :
دُرْتُ على مُختلِفِ الأحزابِ
لكنْ
لَم يَكُن في أيِّها شَريفْ .
بَحثتُ في دَوائرِ البناءِ والتّنظيفْ
لَم يَبدُ لي شَريفْ .
فَتّشتُ في مَصارفِ الإنماءِ والتّسليفْ
ما لاحَ لي شَريفْ .
سَألتُ في أجهزةِ الأمنِ
وَنقّبتُ لَدى مَراكزِ التّوظيفْ
ما بان لي شَريفْ .
طَرَقتُ أبوابَ الوِزاراتِ
وَأبوابَ السِّفاراتِ
وأبوابَ المِليشْياتِ
وَقَطَّعتُ حِبالَ الصّوتِ مِن تساؤلي :
- هَل ها هُنا شَريفْ ؟
كانَ الجَوابُ دائمًا :
- لَيسَ هُنا شَريفْ !
***
أدعو وَقلبي طافِحٌ برَغْوةِ الأحزانْ :
يا واسِعَ الإحسانِ
يا حَنّانُ يا مَنّانْ
عَبْدُكَ قد أهلكَهُ التّفتيشُ عن شَريفْ
فَابسُطْ ضِياءَ وَجْهكَ الوَضّاءِ يا لَطيفْ
لِعَبْدكَ الضَّعيفْ
لَعَلَّهُ
سَيَهتدي، يَومًا، إلى شَريفْ !
00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000000000000

أفيون

الرَّجُلُ الرَّاسِخُ في الضّادِ
بَشّرَنا أنَّ مآسينا
سَوفَ تُكَلّلُ بالأعيادِ.
أَقسمَ أنَّ البُشرى حَقٌّ
وَستأتينا في الميعادِ
لَو لُذْنا بالصَّبرِ قليلاً
وَمَنحنا لِلقُبحِ جَميلاً
فَبَلعْنا الظُّلمَ بلا حِقـدٍ
وَغفَرنا ذَنْبَ الجلاّدِ!
هِيَ تَعويذةُ كُلِّ حكيمٍ
لِلمحكومِ بِكُلِّ بلادِ:
لو صَبرَ المرءُ على غُبْنٍ
فَبأسرع مِن طَرْفةِ عَيْنٍ
سَيَمُـدُّ الصُّبْحُ أنامِلَهُ
لِيُزيحَ اللّيلَ المُتَمادي
وَسَتنضو الحرّيةُ سَيفاً
لِتُحطِّمَ كُلَّ الأَصْفادِ.
لَمْ يُقنعْنا خَبَرُ البُشرى
فَطَلَبنا ثِقَةَ الإسنادِ
قُلنا: مَن أَنْبأَ عن هذا؟
قالَ: أبي أخبرني هذا
عَن والدِهِ
عَن أجدادي!
أعني كُلَّ السَّلَفِ الهادي.
أَأُكَذِّبهُمْ.. يا أحفادي؟!

00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000000000000000000

ثلاثون

طَوى السِّندبادُ سُدولَ العُبابِ
وألقىَ عصا الرِّحلـةِ السّابعَـهْ
وأخْلَدَ مِـن شِـقوَةِ الإضطرابِ
إلى مَـرفَأ مُفعَـمٍ بالدِّعـهْ
تَراءَى وَدوُداً كما وَدَّعَـهْ
وأشرَعَ في وَجْهـهِ ألفَ بابٍ
عَلَيْها قلوبٌ لَـهُ مُشرعَهْ
تَمـرَّتْ بها غُصَّـةُ الإكتئابِ
وَمَـرَّتْ بها رَوعَـةُ الإرتيابِ
فـآلَتْ إلى قِصَّـةٍ رائـعَهْ !
كأَنْ لَم تَكُنْ قَسـوَةُ الإغترابِ
وَكُـلُّ فصـولِ الأسى والعَذابِ
سِـوى وَمْضَةٍ .. في المَدى ضائِعَه .
***
وَمازِلتُ أطوي سِنينَ الغِيابِ
فأزدادُ بُعْـداٌ .. بقَـدْرِ اقترابي
كأنّي بِطَيّي لها
أنشُـرُ الأَشـرعَهْ !
ثَلاثـونَ عاماٌ ..
وَلَمْ أَطـرَحِ الأَمتِعَـهْ .
ثَلاثـونَ عاماٌ .. وَراءَ السَّرابِ
اُمَنّـي لَهيبَ الظَّمـا بالشَّرابِ
وَكأسي لِـرَيِّ الوَرى مُترَعَـهْ !
ثَلاثـونَ ..
أطـوى، وأقتاتُ جُوعـي
مُدافاً بأوهامِ شَـهْـدِ الرُّجوعِ
وَأُلقي على الدَّربِ غَضَّ الشَّبابِ
طَعاماً إلى الغُـربَةِ الجائِعَهْ !
ثَلاثـونَ ..
لَمْ أَنسَـلِخْ عَن إهـابي
وَلَمْ أُخْـفِ وَجْهـي وَراءَ النِّقابِ
وَواقَعتُ وَحْـدي رَحَـى الواقِعَـهْ .
وَلَمْ أكتَرِثْ في المَسيرِ المَريرِ
لِنَـوعِ المَصيرِ ..
أميـري ضَميـري
وَلَمْ يَخـشَ يَوماً جَحيمَ العِقابِ
وَلمْ يَغـشَ يوماً نَـدى المَنفعَـهْ .
ثَلاثـونَ .. ذَرَّيْـتُها كالتُّرابِ
فِداءً لِمَسرى خُطى الزَّوبعَـهْ .
وَماذا تَبـدّى غَـداةَ السُّكونِ ؟!
هُبوبُ الجُنـونِ
وَعَصْـفُ المَنـونِ
وَزحْـفُ الهَوامشِ فَوقَ المُتـونِ
على إِثْـرِ مَن أبدَعَ الوَحشَ يَومـاً
وَبارَكَ إبداعَـهُ لِلخَرابِ
فَمُـذْ جاءَ يَسـعى
لِتحطيمِ هـذا الّذي أبدَعَـهْ
بَدَتْ خَلْطَـةٌ مِن بَنِيـهِ
وَمِن شـانِئيهِ
تَروحُ وتَغـدو سَـواءً مَعَـهْ !
وَعَن كُـلِّ وَجْـهٍ تَهاوى قِنـاعٌ
لِيُبـدي أُلوفـاً مِنَ الأقنِعَـهْ !
لَهـا كُلِّها أَوجُـهٌ مُقْنِعَـهْ
تُواري الكريـمَ وَراءَ الرديءِ
وَتُلقي المُبـرَّأَ تَحتَ المُسيءِ
وَتَطـوي الأريبَ على الإمَّعَـهْ !
وَمِن كُـلِّ كَهْـفٍ
وَمِن كُـلِّ غـابٍ
تَداعَتْ ضِبـاعٌ لِنَيْـلِ الثّوابِ
بِنَسْـفِ بَقايا ضَحايا الذّئابِ
وَتَشْـييدِ دِينٍ بِلا أَيِّ دِيـنٍ
يُقيـمُ الدَّعائِـمَ بالزَّعزَعَـهْ
وَيقطَـعُ حَبْـلَ الشُّكوكِ
بِقَطْعِ الرِّقابِ
بِحَـدِّ فَتـاوى الرَّدى القاطِعَـهْ !
مَشى ضِيقُ أُفْـقٍ على كُـلِّ أُفْـقٍ
وَسارَ التَّواضُـعُ سَـيْرَ الضِّعَـهْ
وَكُـلٌ لَـهُ ذِمَّـةٌ واسِـعَهْ
تُداري لَـهُ جَهْـلَهُ .. بالكِتابِ !
وَتُبْـدِلُ أهواءَهُ كالثّيـابِ ..
فَتلكَ العِمامَـةُ صَـوتُ الرِّباطِ
وَهـذا العِقـالُ صَـدَى القُبّعَـهْ !
***
أَرى الشَّمسَ تَحبو بِهـذا الضَّبابِ
تُفَتِّشُ عَن دَربِها بالثٌُّقـابِ
وَتَنكُصُ، مِن يأسِها، راجِعَـهْ !
وَقلبي المُـذابُ كَـذَوْبِ الجَليـدِ
يَرى المَـرفأَ المُرتجـى مِن بَعيـدٍ
كطِفـلٍ شَـريدٍ
يَنـامُ وَيَصحـو على فاجِعَـهْ .
فأحبِـسُ، كِبْـراً، نَزيـفَ العُيـونِ
وأبكيـهِ بالمُهجَـةِ الدّامِعَـهْ :
عَـزائـي ..
عَـزاءُ الفُـؤادِ الحَنـونِ
بأنَّكَ باقٍ على الدّهـرِ دُونـي .
سَـتخرُجُ حَيّـاً مِنَ المَعمَعـهْ
وَتَعـدو إلى شَمْسِكَ الطّالِعَـهْ
وَتَغـدو الثّلاثـونَ بَينَ المَنـونِ
كطَـرْفَةِ عَينٍ .. بِعَيْـنِ القُـرونِ
وَلكنَّ عُمْـري بِكُلِّ الدُّروبِ
ذَرَتْـهُ هَشيماً يَـدُ الزَّوبَعَـهْ .
فَمَـنْ لي بِعُمْـرٍ .. لِكَيْ أَجمعَـهْ ؟!

00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000000000000000

هجمةٌ مرتدّة ..!

صَحا الزّعيمُ مَـرّةً ..
فأبصرَ الصّباحْ !
أبصرَ كَفَّ نُورِهِ
تُجرِّدُ الكُرسيَّ مِن دَيْجورِهِ
كاشِفَةً هَشاشَةَ الألواحْ .
أبصرَها
تَنزعُ عن إعلامهِ بُهتانَهُ
مُبديَـةً جُثمانَهُ
كدُودَةٍ مُلتاثَةٍ بِلَفَّـةِ الوِشاحْ !
لِوَهْلَـةٍ
تَبرّأتْ عَيناهُ مِن نَظْرتهِ
وأخرسَتْ شَهْقَتُهُ فَصاحَةَ الإفصاحْ :
مِن أيِّ ثُقْبٍ يا تُرى
تَوَغَّلَ الفَضّاحْ ؟!
مِن أيِّ فَـجٍّ لاحْ ؟!
القاصِفاتُ في الذُّرا
والرّاجِماتُ في الثّرى
تَسُـدُّ كُلَّ مَنْفَـذٍ
حتّى على الأشباحْ !
كيفَ استطاعَ أن يَرى
طَريقَهُ عِنْـدَ السُّرى
في غابَـةِ السِّلاحْ ؟!
أحَسَّ بالضَّغْطَـةِ
تَشـتَدُّ على خافِقـهِ
فَصاحَ مِن أعماقِـهِ
.. وَفَـزَّ حِينَ صاحْ !
رأى الظّلامَ مُطبِقاً مِن حَوْلِـهِ
فَهَـبَّ كالطّفلِ الّذي
تاهَ طويلاً .. والتقى بأهْـلِهِ
يَلثمُ وَجْـهَ لَيْـلِهِ
وَقالَ بانشراحْ :
يالِلكوابيسِ الّتي لا تنتهي !
وَعـادَ لِلنّـومِ
وَعاذَتْ نَفسُهُ
مِـن شَـهْقَةِ ارتياعِها
بِزَفْـرَةِ ارتياحْ !
00000000000000000000000000000000000000000000000000 0000
يتبع...................
معاد الجبوري
معاد الجبوري
صديق عزيز
صديق عزيز

ذكر
عدد الرسائل : 1502
العمر : 36
محل الاقامة : العراق
العمل / الترفية : طالب
الهوايات : كرة القدم
اللاعب المفضل : زين الدين زيدان
النادي المفضل : نادي ريال مدريد
المنتخب المفضل : المنتخب العراقي
تاريخ التسجيل : 24/10/2007

‏ ‏
رقم العضوية: 2

http://www.younis10.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى