إنَقَلبتُم على أعقابِكُم ،،بين تَمجيد الغضب والعذاب
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إنَقَلبتُم على أعقابِكُم ،،بين تَمجيد الغضب والعذاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ان في الادبيات المتداولة بين المسلمين يرى صاحب النظرة الثاقبة والباحث الحقيقي خلطاً واضحاً بين الاسلام بمعنى نص الكتاب ، وبين الاسلام بمعنى التأريخ والتراث المدون لدى المسلمين عبر التأريخ ، وبين الاسلام بمعنى التجربة التأريخية للاجتماع الاسلامي ، وما اكتنف تلك الفترات من صراعات وهزائم وما شاع من تقاليد واعراف وممارسات ، فالذي يدافع عن الاسلام يغدو دفاعه احياناً دفاع عن بروتوكولات القصور السلطانية ، او دفاعاً عن الاكراهات المختلفة في الحياة الاسلامية ،، فتتسع دائرة المقدس لتشمل الماضي بأسره وبدون اي تمييز بين الخير والشر الذي انطوى فيه ، وعدله وظلمه ، وحسنه وقبحه ، ويتحول الَاعلام الذين عاشوا في تلك العصور من ، المتكلمين ، والعرفاء ، والمتصوفة ، والفقهاء ، والمفسرين .. يتحولون الى كائنات متعالية على التاريخ ، ويتعامل الكثير مع آثارهم وكأنهم نصوص ابدية خالدة ، لا تختص بزمان او بيئة او مناخ وثقافة حضارية معينة .. كما ان الرؤية الكونية وصورة الاله المشرقة ، تغيرت بسبب ولادة وطغيان استبداد الخلفاء والسلاطين ، فمُذ العصر الاموي الى آخر سلطان عثماني بل بعثي ، رسخ صورة للاله طمست رحمته وعفوه وجماله وجلاله ورأفته ، تلك الصورة المشرقة التي تتجلى في النص القراني ، وجرى تهميش واقصاء فعلي لاثار العلماء الذين وقفوا بالضد من هذه الرؤية ، لانهم يسعون الى اكتشاف الابعاد الانسانية بالدين والاعلان ان احتقار الاخر وعدم احترامه ، لاصلة له بالدين لان ( الدين هو الحب والحب هو الدين ) كما يقول الامام ( محمد بن علي الباقر عليه السلام )
ان في الادبيات المتداولة بين المسلمين يرى صاحب النظرة الثاقبة والباحث الحقيقي خلطاً واضحاً بين الاسلام بمعنى نص الكتاب ، وبين الاسلام بمعنى التأريخ والتراث المدون لدى المسلمين عبر التأريخ ، وبين الاسلام بمعنى التجربة التأريخية للاجتماع الاسلامي ، وما اكتنف تلك الفترات من صراعات وهزائم وما شاع من تقاليد واعراف وممارسات ، فالذي يدافع عن الاسلام يغدو دفاعه احياناً دفاع عن بروتوكولات القصور السلطانية ، او دفاعاً عن الاكراهات المختلفة في الحياة الاسلامية ،، فتتسع دائرة المقدس لتشمل الماضي بأسره وبدون اي تمييز بين الخير والشر الذي انطوى فيه ، وعدله وظلمه ، وحسنه وقبحه ، ويتحول الَاعلام الذين عاشوا في تلك العصور من ، المتكلمين ، والعرفاء ، والمتصوفة ، والفقهاء ، والمفسرين .. يتحولون الى كائنات متعالية على التاريخ ، ويتعامل الكثير مع آثارهم وكأنهم نصوص ابدية خالدة ، لا تختص بزمان او بيئة او مناخ وثقافة حضارية معينة .. كما ان الرؤية الكونية وصورة الاله المشرقة ، تغيرت بسبب ولادة وطغيان استبداد الخلفاء والسلاطين ، فمُذ العصر الاموي الى آخر سلطان عثماني بل بعثي ، رسخ صورة للاله طمست رحمته وعفوه وجماله وجلاله ورأفته ، تلك الصورة المشرقة التي تتجلى في النص القراني ، وجرى تهميش واقصاء فعلي لاثار العلماء الذين وقفوا بالضد من هذه الرؤية ، لانهم يسعون الى اكتشاف الابعاد الانسانية بالدين والاعلان ان احتقار الاخر وعدم احترامه ، لاصلة له بالدين لان ( الدين هو الحب والحب هو الدين ) كما يقول الامام ( محمد بن علي الباقر عليه السلام )
******************************************
عندما يتحدث القرآن الكريم عن الرحمة والرأفة ويقول بانه غفر وان الله رضى عن هؤلاء القوم ويتكلم بكل صراحة ووضوح ، نجد ذلك لا يتناغم والثقافة التي نؤمن بها لاننا نجد ان الله تعالى يرحم من نريد نحن ، وحسب قناعاتنا الشخصية وليس من يريد هو .. لاننا وبشعور او بدون شعور بدأنا نرفع شعار – تمجيد الموت وهجاء الحياة – ونستعين بالروايات مهما كانت تعاني من أوَد وعوَج ، ومهما ناقضت القران الكريم ، نقبلها لانها تصب في صالح ما نؤمن به من نظرية وما نحمله من افكار ،، والقران الكريم عندما يصرخ بعبارة ( الا من اتى الله بقلب سليم ) بكل ما تحمل من وضوح ، فاننا نبحث لها عن تأويل يلوي عنقها لنوظفه لصالح افكارنا .... وعندما يتكلم بكلمة تحمل عدة وجوه واكثر من مفهوم ... فاننا لا نرى بها الا مفهوما واحداً متوارثاً عبر الزمن ...
سنتكلم اليوم عن الاية الكريمة التي جاءت في سورة آل عمران الاية 144 .. ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افأن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يظر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) هذه الاية الكريمة نجد ان الكثير من المسلمين والمثقفين يحتجون بها ويستدلون من خلالها على ان الامة الاسلامية قد إرتَدّت من بعده وكفرت ، ويعتقدون بانها كباقي الامم التي نزل بها العذاب الالهي – السنن التاريخية – مثل قوم نوح – هود – عاد – ثمود – صالح – وغيرهم ......
سنتكلم اليوم عن الاية الكريمة التي جاءت في سورة آل عمران الاية 144 .. ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افأن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يظر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) هذه الاية الكريمة نجد ان الكثير من المسلمين والمثقفين يحتجون بها ويستدلون من خلالها على ان الامة الاسلامية قد إرتَدّت من بعده وكفرت ، ويعتقدون بانها كباقي الامم التي نزل بها العذاب الالهي – السنن التاريخية – مثل قوم نوح – هود – عاد – ثمود – صالح – وغيرهم ......
****************************
لقد جاء في سورة آل عمران الاية 135 ( والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يُصِّروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) ثم تلتها الاية 136 ( أُولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين ) ..... ثم جاءت بعدها بآيتين الايه 139 ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ) ثم يستمر السياق القراني قليلا الى ان يصل الى الاية التي نتكلم عنها 144 ..... ثم يتكلم القران الكريم بالاية 145 التي تلتها مباشرة ( وكأيِّن من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ) ثم ينهى الله تعالى الذين آمنوا من اطاعة الذين كفروا من خلال الاية 149 ..... كما انه يقدم الدعم المعنوي للمسلمين من خلال الاية 149 بانه سيلقي في قلوب الذين كفروا الرعب .... حتى يصل الى الاية 159 التي يصرح بها بحب النبي لهم – قومه – المسلمين – والانسجام بينهم واشراكهم باتخاذ القرارات كما تعكس الحب الالهي للانسان اذ يقول ربنا سبحانه في الايه 159 ( فبما رحمة من الله لِنتَ لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان لله يحب المتوكلين ) ... الان لنرتمي على شواطيء قرآننا الكريم كي نتعرف على نظرته وخطابه للمرتدين والذين كفروا كيف يكون .........
جاء في سورة المائدة الاية رقم 21 يقول تبارك وتعالى ( يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين ...) محور هذه الايات يتحدث عن النبي موسى وقومه ..... تقول الاية 22 من السورة نفسها ( قالوا يا موسى ان فيها قوما جبّارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ....... الايه ) ثم تقول الايه 24 من نفس السورة ( قالوا يا موسى انا لن ندخلها ابدا ما داموا فيها فأذهب انت وربك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون ..... الايه ) تقول الايه 25 من السورة نفسها ( قال ربِّ اني لا املك الا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين ...... ) ثم بعدها تاه قوم موسى في الصحراء مع نبيهم الى ان مات الجميع هناك .... وهذا ما حذرهم منه النبي موسى من خطر وعاقبة الارتداد .....
لازلنا نرتوي من منابع قرآننا الكريم ونستعرض بعض حوادث الارتداد والكفر وتعامل الله تعالى معها وكلام الانبياء تجاههم ... جاء في سورة الحاقة الايات ( 4 – 5 – 6 – 7 ) ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة ، فأمّا ثمود فأُهلكوا بالطاغية ، واما عاد فأُهلكوا بريحٍ صرصرٍ عاتية سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية ايام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم اعجاز نخل خاوية )
وهنا مشهد ايضاً يعرضه القرآن الكريم في سورة فصلت ، الايات ( 14 – 15 – 16 – 17 ) يقول الله تعالى ( إذ جائتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم الا تعبدوا الا الله قالوا لو شاء ربنا لانزل ملائكة فإنا بما اُرسلتم به كافرون ، فاما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ، فارسلنا عليهم ريحاً صرصراً في ايام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة لأَخزى وهم لا يُنصرون ، واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ، )
لنأخذ القليل من سورة القلم آية 20 - 21 ( فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ، فاصبحت كالصريم )
سورة الاعراف .. آية 77 – 78 ( فعقروا الناقة وعتوا عن امر ربهم .......... فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين )
سورة الاعراف .. عندما تتكلم عن نبي الله لوط بعد ان عصاه قومه ،، الايه 84 ( وأمطرنا عليهم مطراً فأنظر كيف كان عاقبة المجرمين )
سورة الاعراف .. عندما تتكلم عن قوم نبي الله شعيب عليه السلام .. الاية 91 ( فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم جاثمين )
سورة هود .. الاية 67 ( واخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين )
سورة الاحقاف .. 24 – 25 ( فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم ، تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى الا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين )
سورة الحجر ... الاية 83 ( فأخذتهم الصيحة مصبحين )
**************************************************
الان ايها القاريء الكريم والباحث عن الحقيقة نريد منك تاملاً للايات الكريمات .... وانظر الفرق بين الخطاب الاول في سورة آل عمران والسور التي ذكرناها فستجد ان الله تعالى يأمر نبيه ان يستغفر لقومه ويقربهم منه كثيراً بل يشاورهم في الامر بحيث انهم اصحاب حق – فاشراكهم في الرأي – هو عبارة عن مسألة حقوقية ولم نشاهد خطاب يصرح بانهم إرتدّوا وكفروا واستحقوا العذاب ، لان القران الكريم بعد ان ذكر تلك الحادثة بدأ يذكر المسلمين بان كثير من الانبياء قاتل معهم ربيون كثير ويوصيهم بان لا يضعفوا بل عليهم ان يصبروا فالله يحبهم عندما يكونوا صابرين ،، فالله هنا يدعوهم الى حبه الكبير ... كما انه يؤيدهم بالقاء الرعب في قلوب العدو ... وقبل ذلك كله ماذا قال ..؟ قال حتى من يفعل الفاحشة منهم ، ثم يذكر الله تعالى ويستغفر فان الله تعالى يغفر لهم ، بل ان جزاؤهم الجنة ، والاعظم من ذلك ان القران يصفهم بانهم الاعلون .... وفي حوار آخر يقول الله تعالى عن موسى عليه السلام ( انك انت الاعلى ) !! اذن لنا ان نقف على بعض النقاط وهي :
1- العذاب الذي ينزل في القوم يذكره الله تعالى ويعطيه تسمية مثل – الصيحة – ريح صرصر – في دارهم جاثمين – فامطرناهم – ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيوناً – فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها – اقتلوا انفسكم – التيه في الصحراء – فمسخناهم فمنهم القردة والخنازير - ,,..,, هذه انواع العذاب التي يذكرها القران الكريم التي تصيب الاقوام لمّا تعصي رسلها وتكفر بربها .... سبحان الله ربنا وتعالى ....
2- العذاب لا ينزل الا والنبي لا يزال على قيد الحياة كما ذكر ذلك القران من خلال عرضه لتلك الوقائع مثل – قوم نوح – قوم هود – قوم صالح – قوم شعيب – قوم ثمود .......
3- توجد رابطة ما بين الكفر بدعوة الرسل وما بين استنزال العذاب ..... فالنبي الاعظم محمد ( صلى الله عليه وآله ) لم يدعُ على قومه بالعذاب ابداً ولم ينزل عليهم العذاب لا في حياته الشريفة ولا بعد مماته ورحيله الى الملأ الاعلى ، والقرآن الكريم ذكر لنا تلك الحقيقة بكل وضوح كالشمس في رابعة النهار إذ قال عزّ من قال ( وما كان الله ليُعَذِبَهُم وانتَ فيهم وما كان الله مُعَذِبَهُم وهم يستغفرون ) الانفال آية 33 \ اذ ان وجود النبي الخاتم ( رحمة للعالمين ) يمنع العذاب من ان ينزل على قومه ، اما لو رحل عنهم الى عالم الملكوت الى – الله – فان لديهم حصانة اخرى تقيهم العذاب وهي الاستغفار ....
4- اذا لم يكن هناك نبي بين القوم ، له رسالة من الله الحق سبحانه وتعالى ، فتكفر به الاقوام وتكفر برسالته الالهية ، نقول اذا لم يتحقق كل ذلك فلا ينزل العذاب بتلك الطرق التي نزلت على الاقوام السابقة ، لان الكلام كل الكلام عن دين الهي يأتي به احد الانبياء مثل نوح عليه السلام او داوود وسليمان وابراهيم وموسى وعيسى والنبي الاعظم المهيمن على ذلك كله كما اننا لم نسمع بعذاب حل بقوم عيسى عليه السلام كما ان نبي الله يوسف عليه السلام انقذ الناس من ذاك الخطر الذي احدق بهم ، فليس بالضرورة ان يكفر القوم بكل نبي ويحل بهم العذاب ، والقران الكريم يقول ( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص ) غافر 78 ،،،
5- عندما نتكلم عن الامة الاسلامية ونقول بانها إرتدّت وكفرت ، يبدو ان الكلام يصدر بدون تأمل وبطريقة عشوائية ولا نميز بين ان يتخلف المسلمين اثناء المعركة عن أمر – سياسي – عسكري – دنيوي – بشري ،، وعن أمر سماوي يأتي به نبي من انبياء الله تعالى الى البشرية ( الدين الالهي ) فليس من السهل ان نرمي بتلك الاقوام بالنار حسب رغبتنا او نتيجة فهمنا الموروث للاية 144 من سورة آل عمران ،، ولا نميز بين – اكثرهم للحق كارهون او وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون وبين ان يحل العذاب الالهي ويمحو الامة الاسلامية ، لان مثقفينا اليوم وبكل سلاسة سرعان ما يستشهدون بهذه الايات التي تتكلم عن ( اكثرهم ) فيستنبط منها ان الامة الاسلامية ذهبت الى الجحيم ....!!
************************************************** **********
وقفة مع المسلمين في ذاك الزمن
نسأل كل من يقول بان الامة كفرت ماخلا 3 – 7 نفر .... في بداية الدعوة الاسلامية وعندما كان النبي الاكرم مستضعفاً بين قومه وكانت قريش تؤذيه بقوة هوواصحابه – المؤمنين – لماذا كان العدد يتزايد آنذاك ، ولماذا عندما قرر الهجرة بعد وفاة ناصره – العظيم – ابو طالب سلا م الله عليه ، هاجر معه الكثير من الناس وتركوا اهلوهم وبيوتهم والاموال وكل شيء يملكونه واختاروا النبي وشدوا معه الرحال بالمئات .... متجاوزين كل تهديدات قريش من ابي لهب الى ابي سفيان ومن لف لفهم ، تركوها خلف ظهورهم وذهبوا حفاة فقراء خائفين الى النجاشي – وما ادراك ما النجاشي – ولو تساءلنا ما هي مصلحة النجاشي ملك الحبشة ان يقبلهم عنده ... فهل هم اصحاب ملك وبنوك هل انهم اصحاب جاه وسلطان ،، انهم فئة مستضعفة مطلوبة لاكثر مناطق الارض تخلفاً ورعونة وهمجية الا وهي شبه الجزيرة العربية ، نعم ، مطلوبة حية او ميتة ، ماذا فعل الانصار – قوم النجاشي – قدموا من الايثار ما عزَّ نظيره الى هذا اليوم ,,,, فهلاّ وقفنا عنده قليلاً ....؟ بعد ان طلب منهم النبي ان يساعدوا المسلمين قام الانصار بالاستجابة السريعة والعظيمة لكلام النبي صلى الله عليه وآله فيأتي الشخص من الانصار الى احد المسلمين ويؤآخيه ويأخذه الى بيته ويقول له لدي زوجتين ها هما امامك ولك الان ان تختار اجملهما ،، وعندي بيتان ولك ان تختار ايهما ،، وهذا مالي مقسوم بيني وبينك ،، وملابسي وطعامي ،، الله اكبر ،،،، ايها القاريء هل لا زلت تقرأ ... هلاّ اسألك ...؟ هل يوجد في العالم كرم مثل هذا ... هل فعلا نتغنى بكرم حاتم الطائي .... ام بكرم الانصار !! الى هذه اللحظة لم يشهد العالم قصة ايثار وولاء وتضحية وحب وتفانٍ للنبي والاسلام كما فعل الانصار – ما خلا اهل البيت - ... فمن كان اساسه صحيحاً وبناه على هكذا تأريخ ليس من منطق ان نقول عنه ارتدّ وكفر من اجل حكم دنيوي لم يجلس على كرسيه اصلاً ولم يكن احد بامكانه ان يفرض نفسه عليهم بحكم قوتهم العشائرية .... نرى انهم يستحقون ان نبري ساحتهم او لا اقل ندرس تلك الواقعة دراسة خالية من الموروث التاريخي ......... اقول : نعم ان المنافقين موجودين في كل عصر ومكان ولسنا مثاليين فنقول ان جميع الامة مطيعة فنكون ذا استاتيكية مفرطة ، ولا نقول ان جميع الامة كفرت او فقط على عدد الاصابع هم من نجو فنكون راديكاليين بغزارة ، ولكن هذا هو كتابنا العظيم فتدبروا ....... الان جاءت اليكم اخوتي الكرام فقرة جداً مهمة وهي آراء المفسرين الامامية للآية 144 من سورة آل عمران .. وسنعطي رأيهم بأختصار شديد
1
- الميزان في تفسير القرآن ,,..,, للسيد محمد حسين الطبأطبائي ,,..,, يقول انها نزلت في وقعة اُحد ويستبعد تماما تكفير الامة من خلالها فهي نازلة بسبب تخلف المسلمين عن موقعهم في المعركة ..... وكل من ساذكره بعده من المفسرين له الراي نفسه
2- تفسيرالامثل في تفسير كتاب الله المنزل ,,..,, ناصر مكارم شيرازي .
3- تفسيرالتبيان ,,..,, ابو جعفر محمد بن الحسن الطوسي .
4- تفسير الصافي ,,..,, الفيض الكاشاني .
5- تفسير الكاشف ,,..,, الشيخ محمد جواد مغنية .
6- تفسير من وحي القران ,,..,, السيد محمد حسين فضل الله .
7- تفسير الوجيز ,,..,, علي بن الحسين بن أبي جامع العاملي .
8- تفسير الجوهر الثمين ,,..,, السيد عبد الله شبر .
9- تفسير شبر ,,..,, السيد عبد الله شبر .
10- تفسير المنير ,,..,, محمد الكرمي .
11- تفسير قمي ,,..,, علي بن ابراهيم القمي .
وهناك الكثير غيرها لم نذكرها ومنها تفاسير حديثة لها آراء جداً رائعة .... الاخوة الكرام كل هذه التفاسير تقول بان الاية الكريمة من ال عمران 144 انما نزلت بسبب تخلف المسلمين في معركة احد عن مواقعهم ... ولا تكفر المسلمين وليس الانقلاب هنا هو الكفر بل ان السيد الطباطبائي يقول انهم لم ينقلبوا اصلا ... اطلب من الاخوة الاعضاء ان يراجعوا اراء علمائنا في مسالة الخلافة التي بحثوها في الكتب المختصة .. ولا اقصد تقليد العلماء في ذلك ولكن المعلومات تاتي ايضا من التاريخ والتاريخ اولا مكتوب من قبل البشر وثانيا يحتوي على الكثير من الدسائس المقصودة والغير مقصودة والانكى من ذلك اننا لم نكتب التاريخ .. فلا يوجد تاريخ مكتوب بايادٍ شيعية ,,,,,, ويعود السؤال ليطرح نفسه لماذا نرى السيد محمد باقر الصدر لم يقول بان الامامة اصل من اصول الدين ولم يجعلها شرطا لصحة اسلام الانسان .... نقول ان هذا الموضوع انما هو مرتبط ومكمل لموضعنا الذي طرحناه بعنوان ( الخلافة والنظرية الموروثة 1 ) ننتظر نقدكم ايها الاعزاء وتحياتي لكم واشواقي ،ودعائي بالخير للجميع
doskee_93- .:: مؤسس والمدير العام للمنتدى ::.
-
عدد الرسائل : 1634
محل الاقامة : العر.ر.ر.راق
العمل / الترفية : طالب
الهوايات : السباحة و كرة القدم
تاريخ التسجيل : 20/06/2007
رقم العضوية: 1
رد: إنَقَلبتُم على أعقابِكُم ،،بين تَمجيد الغضب والعذاب
الف شكر عالموضوع اخوية
هاني الصراف- لاعب متميز
-
عدد الرسائل : 862
العمر : 35
محل الاقامة : العراق - بغداد
العمل / الترفية : طالب
الهوايات : لعب كرة القدم.والكومبيوتر
تاريخ التسجيل : 01/09/2007
رقم العضوية: 4
spiderman3- لاعب مطرود
-
عدد الرسائل : 830
العمر : 31
محل الاقامة : العراق - بصرة
العمل / الترفية : طالب
الهوايات : كرة القدم
تاريخ التسجيل : 19/09/2007
رقم العضوية: 19
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى