أمنيات ليست مستحيلة ؟؟ ربما !!

من طرف **doskee_93** 1/8/2008, 4:17 am

هل هي مساحة أوسع للحلم, أم أننا نريد منها ذلك لتتحول أحلامنا البسيطة إلى أمان نحملها للعام الجديد, ونثقل كاهله بالكثير منها لدرجة أن كل مافشلنا في تحقيقه لأسباب معظمها خارجة عن إرادتنا, نلقيها إلى أيامنا القادمة علها تستوعب ما نريد, وتغير خارطة الأشياء لتدور العجلة في صالح أمانينا..
وربما كانت مناسبة للتفاؤل المشروع المستند إلى حقائق بسيطة, فأكثرنا يعلم أن الحياة السعيدة مطلب لكل إنسان, وأن الفرح أساس هذه الحياة.. ولكن من أين يأتي هذا الفرح ونحن محاصرون بالكثير من القلق والوجع الذي تعددت أسبابه مع تعدد مظاهر الاستهلاك وضياع الكثير من القيم, وغياب الوعي والثقافة,وتبدل المفاهيم التي كان الآباء يدربوننا عليها كشرط أساسي لحياة سوية مستقرة, وكان المجتمع المتماسك يفرض وجودها, واليوم مع ظهور الموجات الجديدة في حياتنا, ومع تعدد أساليب التربية المعاصرة, ومصادرها التي ما أنزل بها من سلطان, صار على الكثيرين منا إعادة الحسابات والتفكير في كل ما يجري حولنا.. فالمياه تجري مسرعة وعلينا الحفاظ على ما تبقى لكي لا يجرفنا سيل»العولمة الجديدة« والمدنية الجديدة والمفاهيم الجديدة الجاهزة .‏
كيف لا نأمل مع العام الجديد ونحن فطرنا على الأمل وليس لدينا غيره زوادة تعيننا على الصمود, ولكن لماذا لا تتحول هذه الآمال والأماني إلى أصوات عالية تتجاوز مساحة الصدر والفم معا وتنطلق في وجه كل فاسد ومخادع وكذاب, لماذا لا نقولها صراحة بأن وطننا بريء من كل هؤلاء, وتربيتنا بعيدة عن كل هذه الوافدات الجدد, ونحن أبعد ما نكون عن قبول مثل هذه المصطلحات التي غزت مجتمعنا ونفوسنا ..‏
فليس صحيحا أن التجارة شطارة.. والكسب الكبير هو مقدار قيمة الانسان, وبما لديه من حسابات جارية يكون مقدار ما يحققه من اهتمام.. وليس صحيحا أن يتوج المنافقون سادة على رقاب العباد, وأن يبعد صاحب الكفاءة عن موقع هو بالنسبة إليه مسؤولية أكثر مما هو مجال لزيادة النفوذ, والعلاقات غير الصحيحة والدخول غير المشروع..‏
ليس صحيحا أن نقبل بأشخاص لا يملكون شيئا من وضوح الرؤية, ولا يهمهم إلا أنفسهم ومصالحهم الشخصية جدا..‏
وليس صحيحا أن نبقى نلعن الوقت ونكيل الاتهامات إلى الزمن فهو لم يتغير بل الذي تغير هو نظرتنا وعلاقاتنا ..وأسلوب حياتنا ولهذا علينا إعادة الحسابات ومراجعة التصرفات دوما ليكون شعارنا في العام الجديد, أن اعمل واترك الهم خلف ظهرك.. ابدأ بنفسك أولا وتأكد أن الصحيح لابد أن يسود.. ولابد من حلول تريح جمهور الناس لما يرضي طموحاتهم وأمانيهم.. فالوطن لا يبنى بالشعارات والأماني وحدها بل بالفعل الوطني الحقيقي النابع من إيماننا بضرورة أن لكل منا دوره في هذه الحياة وعليه أن يلعبه حتى تستمر السفينة ونتجاوز تقلبات الموج لنصل إلى شط الأمان, والحياة تقوم بالمزيد من العلاقات الصحيحة, وليس بالمفاهيم المقلوبة. إذ لا يصح أن يسير الجميع على رأسه في زمن صار فيه الوضوح أساس كل شيء ..‏
قل كلمتك ولا تخاف أحدا.. والله من وراء القصد.‏
وكل عام وأمانيكم قابلة للتحقيق .‏