موقف الائمة " عليهم السلام " من الخلافة الدنيويّة
صفحة 1 من اصل 1
موقف الائمة " عليهم السلام " من الخلافة الدنيويّة
السلام عليكم ورحمة الله ...
الاخوة الكرام .. هذا الموضوع تَتِمّة لما كتبت قبل فترة حول - الخلافة والنظرية الموروثة 1 - فهو تساؤلات اخرى تُثار حول من يعتقدون بالنظرية الاولى التي ترى بان الخلافة الدنيوية هي ( حق منحصر للامام عليه السلام فقط , كما انهم يرون بان هناك نص بالقران الكريم يوجب الحكومة الدنيوية للامام سلام الله عليه )
الذي كان متابعاً للموضوع بامكانه ان يفيدنا من مداخلاته العلمية والموضوعية .., اما الذي لم يكن متابعاً فاعتقد انه سيواجه مشكلة بالاحاطة الصحيحمة للموضوع ..,
ذكرنا سابقا كيف ان الامام سلام الله عليه ابتعد عن تولي منصب الخلافة الدنيوية .. ومن جملة هذه المواقف , لما جاءه عمه العباس ليبايعه قبل ان يتم الامر لاي احد من المسلمين ,, كان جواب الامام هو الرفض كما انه لم يرسل معه برسالة شفهية للقوم بان يتريثوا وينتظرون قول الامام بالمسالة , بل انه حتى لم يرسل من ينوب عنه ويمثله ويلقي الحجة على القوم بان هذا المنصب هو حصرا للامام سلام سلام الله عليه ..,
( لم يقبل البيعة , لم يرسل برسالة , لم يبعث بمندوب عن شخصه الشريف ) ...
كما اننا ذكرنا رفضه الواضح في كتاب نهج البلاغة الخطبة رقم - 91 - لما قال لمن جاء يبايعه بعد مقتل عثمان - دعوني والتمسوا غيري .. انا لكم وزير خير مني امير - ووقفنا عند كلمة ( وزير ) فنجد لها مدلول آخر غير الخلافة الدنيوية كما يصرح بذلك امير المؤمنين سلام الله عليه ويثبت بانه وزير لرسول الله -ص- على طول تلك المدة التي حكم فيها ثلاث حُكّام ولمدة 25 عام فهو كان بعيدا عن سدة الحكم وبالوقت نفسه كان يمثل - الوزارة التي جاءت باحاديث الرسول الاكرم -ص-
*********************
اليوم سنتطرق الى دور الائمة -ع- ونظرتهم وتعاملهم مع قضية الحكومة ..,
الامام الحســـــــــن - سلام الله عليه ..,
نجد انه تسلم الخلافة لبضعة اشهر الى ان حدثت تلك الوقائع من معاوية واتباعه فتنازل الامام -ع- عن الحكم الى معاوية من خلال قضية الصلح المعروفة ..,
علما ان الامام -ع- لم يكن مجبرا - كما يظن البعض - على ذلك الصلح .. بل انه تصرفة بحنكة سياسية يعز نظيرها جعلته يجبر معاوية على الصلح وابعاد اصحاب الامام -ع- عن شبح الحرب ودمارها , فالواقع ان الامام كان يعلم جيداً بالتركيبة النفسية للقائد الذي وضعه على الجيش ويعلم بجذور الخيانة المتغلغلة باعماقه .., الموضوع عن تحليل هذه الحادثة واثباتها يطول فاعتقد اني بحاجة الى تخصيص موضوع منفرد لها .., لكن الذي نراه بوضوح هو ان مقام الخلافة الدنيوية ليس باهمية المقام الديني عند الامام فالمقام الحكوماتي يمكن التنازل عنه فهو اعتباري وعرضي اما المقام الديني - الامامة - فهو مقام جوهري , مقدس , عظيم لا يقاس به مقام آخر , لا يمكن التنازل عنه ... ولهذا الحديث تتمة ان شاء الله تعالى ..,
*********************
الامام الحسيــــــــــــــن - سلام الله عليه ..,
ليس خافيا على الباحث الدقيق الذي يجعل من العقل حكما ومن سيرة الائمة مثلا , بان الامام الحسين عليه السلام ., لم يطرح مسألة تشكيل الحكومة وتوليه الخلافة مُذ بداية قيامه الى حين استشهاده - بابي وامي سلام الله عليه - ,,, فالواضح انه -ع- كان يؤكد بقوة ان الحاكم الحالي لا يصلح لهذا المنصب لانه , شارب الخمر , يلعب بالنرد والقرود , متجاهر بالفسق والفجور قاتل النفس المحترمه .... فالامر خرج عن المألوف والمقبولية واصبح ظاهر الدين وشعائره كالكرُة اتخذها هؤلاء ضربا بينهم ..,
آيات الله يُكفر بها علناً من قِبل الخليفة ..!!
نقول لو كان شخصاً غير شخص الحاكم الشاذ هذا .. مثل الاول او الثاني او الثالث الذين حكموا او معاوية .. نقول - قد - لم يقوم الامام -ع- بتلك الثورة الكبيرة , ونؤكد على الاحتمالية فقط فنقول - قد - او - لعل - ... فالامام الحسين -ع- لم يقوم بشيء من هذا القبيل بعد استشهاد مولانا كريم آل محمد الامام الحسن سلام الله عليه .., اي ابّان فترة حكم معاوية التي امتدت الى عشر سنوات وانتهت بموت معاوية .., فتأمل ,
************************
الامام زيــــــــــــن العابديـــــن السجّاد - سلام الله عليه ..,
بعد ان قام المختار بتلك الثورة الواسعة وقضى على اغلب اعداء اهل البيت -ع- والَدَّهُم وسيطر على اغلب مناطق الدولة الاسلامية .., بعث بكتاب الى الامام يعرض عليه البيعه والكثير من الاموال .., فماذا كان جواب الامام -ع- ؟ لم يقبل منه الامام اي بيعة واعلن الرفض لها على رؤوس الملأ في مسجد النبي الاعظم -ص- كما جاء ذلك في كتاب .... المؤرخ ..,
( المسعودي \ مروج الذهب \ ج3 ص74 ط دار الهجرة قُمــــــــــ ..
فالذي نشهده هنا عملية رفض للخلافة الدنيوية بهذا الشكل القاطع .. فلو كانت تعدل منزلة الامامة لكان الامر اختلف كثيرا ولو كانت الامة تتوقف هدايتها على تقليد هذا المنصب من قبل الامام ايضا لكان الامر اختلف والموقف تغير من قبل الامام -ع-
*************************
الامام الصادق - سلام الله عليه ..,
وموقفه من جيوش الايرانيين المنتصرة بقيادة ابي مسلم الخراساني ..,
جاء في كتاب المسعودي \ مروج الذهب \ ج3 \ ص 254 ...,
ان ابا سلمة الخلال شريك ابي مسلم الخراساني وقائد الثورا ضد الامويين .. لما قتل ابراهيم الامام خاف انتفاض الامر وفساده عليه فبعث بمحمد بن عبد الرحمن بن اسلم وكان اسلم مولى لرسول الله -ص- وكتب معه كتابين على نسخة واحدة الى ابي عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين يدعو كل واحد منهما الى الشخوص اليه ليصرف الدعوة اليه او يجتهد في بيعة اهل خراسان له . وقال للرسول : العجل العجل فلا تكونن كوافد عاد , فقدم محمد بن عبد الرحمن المدينة على ابي عبد الله جعفر بن محمد فلقيه ليلا , فلما وصل اليه اعلمه انه رسول ابي سلمه ودفع اليه كتابه , فقال له ابو عبد الله : وما انا وابو سلمة ؟ وابو سلمه شيعة لغيري , قال : اني رسول فتقرا كتابه وتجيبه بما رايت , فدعا ابو عبد الله بسراج ثم اخذ كتاب ابي سلمه فوضعه على السراج حتى احترق ,, وقال للرسول عرِّف صاحبك بما رايت ..
من هنا نجد تعامل الامام -ع- مع الخلافة بهذا الشكل .. فهو يرفضها ايضا كما رفضها الائمة -ع- من قبله .. كما ان الاجواء كانت مهيئة .. لكن الامام يلتزم بالموقع الديني .. ويرى به تحقيق الاهداف الالهية التي يحملها .. ويبتعد بذلك عن المقام الدنيوي والسياسي المليء بالصراعات الغير منتهية ..
*********************
الامام الرضا - سلام الله عليه ..,
الحقيقة ان عملية عرض الولاية - ولاية العهد - من قبل المامون على الامام الرضا عليه السلام حديث ذو ابعاد كثيرة وله تشعبات وتحليلات جدا طويلة .., فله عدة وجوه واحتمالات منها مقبولة ومنها غير مقبولة .., ولا نستطيع هنا الا ان نختصر القليل ..,
لما عرض المأمون ولاية العهد على الامام الرضا -ع- .. والحادثة ايضا مذكورة لدى المؤرخ المسعودي - مروج الذهب ج3 ص 441 ....
المعلوم ان الامام الرضا -ع- رفض تلك الولاية تماما ولم يقبلها ,, حتى ان المامون لم يجد طريقة لاقناعه بها سوى التهديد والجبر ... الى ان وافق الامام -ع- بالاكراه .. بعد ان شرط على المامون شروط منها ان لا يتدخل في شؤون الحكومة والخلافة لا من قريب ولا من بعيد ... وهنا لرب قائل يقول بان الامام -ع- يعلم بنوايا المامون البعيدة وما يضمره بداخله من مؤامرة .. .. لكن لكل ادعاء , ابتلاء .., فهناك من كبار علماء الشيعة الامامية كالشيخ المفيد والشيخ الصدوق يرجحون احتمال ان المامون كان صادقا في بداية الامر في مسالة ولاية العهد للامام الرضا -ع- وكانوا يرون ان الدافع الذي دفع المامون الى الاقدام على هذا الامر هو الوفاء بالنذر والعهد الذي قطعه على نفسه في احداث سابقة ..,
قلنا في بداية البحث ان هناك فصلا بين مقام الخلافة الدنيوية وبين الامامة .. واعتقد ان هذا بات من الواضحات .. اما النقطة الثانية فهي هل ان الخلافة الدنيوية بها نص قرآني يوجب على الامام ان يتقلدها وعلى الناس ان يختاروه .. تقول هذه النظرية بعدم وجود نص على - الحكم السياسي - فلو كان هناك نص لما حصلت تلك التنازلات من قبل الائمة -ع- ابتداءا من الامام علي الى الامام الرضا عليهم السلام ... فنجد الكثير من الفرص لتقلد هذا المنصب الدنيوي .. لكن نجد الائمة يبعدونه عنهم .. مع تمسكهم الشديد بدورهم الديني المتمثل بقيادة الامة نحو الله تعالى وترسيخ المباديء الالهية في المجتمع الاسلامي .. والفرق واضح بين المقامين .., وسياتي ان شاء الله توضيح لهذه المسالة واي المقامين يفضلون اهل البيت ..,
ونؤكد على كلمة وهي : الموضوع هذا يتحدث عن هل ان الحكم السياسي واجب للائمة حصرا .. ام ان لاي مسلم مؤهل الحق في تقديم نفسه ليلعب هذا الدور .. بحيث ان الكلام ليس هل ان من تقلدوا المناصب كانوا مؤهلين ام لا ... فالجواب واضح جدا في هذه المسالة ..,
الاخوة الكرام شكراً لكم قُرّاء ونُقّاد
الاخوة الكرام .. هذا الموضوع تَتِمّة لما كتبت قبل فترة حول - الخلافة والنظرية الموروثة 1 - فهو تساؤلات اخرى تُثار حول من يعتقدون بالنظرية الاولى التي ترى بان الخلافة الدنيوية هي ( حق منحصر للامام عليه السلام فقط , كما انهم يرون بان هناك نص بالقران الكريم يوجب الحكومة الدنيوية للامام سلام الله عليه )
الذي كان متابعاً للموضوع بامكانه ان يفيدنا من مداخلاته العلمية والموضوعية .., اما الذي لم يكن متابعاً فاعتقد انه سيواجه مشكلة بالاحاطة الصحيحمة للموضوع ..,
ذكرنا سابقا كيف ان الامام سلام الله عليه ابتعد عن تولي منصب الخلافة الدنيوية .. ومن جملة هذه المواقف , لما جاءه عمه العباس ليبايعه قبل ان يتم الامر لاي احد من المسلمين ,, كان جواب الامام هو الرفض كما انه لم يرسل معه برسالة شفهية للقوم بان يتريثوا وينتظرون قول الامام بالمسالة , بل انه حتى لم يرسل من ينوب عنه ويمثله ويلقي الحجة على القوم بان هذا المنصب هو حصرا للامام سلام سلام الله عليه ..,
( لم يقبل البيعة , لم يرسل برسالة , لم يبعث بمندوب عن شخصه الشريف ) ...
كما اننا ذكرنا رفضه الواضح في كتاب نهج البلاغة الخطبة رقم - 91 - لما قال لمن جاء يبايعه بعد مقتل عثمان - دعوني والتمسوا غيري .. انا لكم وزير خير مني امير - ووقفنا عند كلمة ( وزير ) فنجد لها مدلول آخر غير الخلافة الدنيوية كما يصرح بذلك امير المؤمنين سلام الله عليه ويثبت بانه وزير لرسول الله -ص- على طول تلك المدة التي حكم فيها ثلاث حُكّام ولمدة 25 عام فهو كان بعيدا عن سدة الحكم وبالوقت نفسه كان يمثل - الوزارة التي جاءت باحاديث الرسول الاكرم -ص-
*********************
اليوم سنتطرق الى دور الائمة -ع- ونظرتهم وتعاملهم مع قضية الحكومة ..,
الامام الحســـــــــن - سلام الله عليه ..,
نجد انه تسلم الخلافة لبضعة اشهر الى ان حدثت تلك الوقائع من معاوية واتباعه فتنازل الامام -ع- عن الحكم الى معاوية من خلال قضية الصلح المعروفة ..,
علما ان الامام -ع- لم يكن مجبرا - كما يظن البعض - على ذلك الصلح .. بل انه تصرفة بحنكة سياسية يعز نظيرها جعلته يجبر معاوية على الصلح وابعاد اصحاب الامام -ع- عن شبح الحرب ودمارها , فالواقع ان الامام كان يعلم جيداً بالتركيبة النفسية للقائد الذي وضعه على الجيش ويعلم بجذور الخيانة المتغلغلة باعماقه .., الموضوع عن تحليل هذه الحادثة واثباتها يطول فاعتقد اني بحاجة الى تخصيص موضوع منفرد لها .., لكن الذي نراه بوضوح هو ان مقام الخلافة الدنيوية ليس باهمية المقام الديني عند الامام فالمقام الحكوماتي يمكن التنازل عنه فهو اعتباري وعرضي اما المقام الديني - الامامة - فهو مقام جوهري , مقدس , عظيم لا يقاس به مقام آخر , لا يمكن التنازل عنه ... ولهذا الحديث تتمة ان شاء الله تعالى ..,
*********************
الامام الحسيــــــــــــــن - سلام الله عليه ..,
ليس خافيا على الباحث الدقيق الذي يجعل من العقل حكما ومن سيرة الائمة مثلا , بان الامام الحسين عليه السلام ., لم يطرح مسألة تشكيل الحكومة وتوليه الخلافة مُذ بداية قيامه الى حين استشهاده - بابي وامي سلام الله عليه - ,,, فالواضح انه -ع- كان يؤكد بقوة ان الحاكم الحالي لا يصلح لهذا المنصب لانه , شارب الخمر , يلعب بالنرد والقرود , متجاهر بالفسق والفجور قاتل النفس المحترمه .... فالامر خرج عن المألوف والمقبولية واصبح ظاهر الدين وشعائره كالكرُة اتخذها هؤلاء ضربا بينهم ..,
آيات الله يُكفر بها علناً من قِبل الخليفة ..!!
نقول لو كان شخصاً غير شخص الحاكم الشاذ هذا .. مثل الاول او الثاني او الثالث الذين حكموا او معاوية .. نقول - قد - لم يقوم الامام -ع- بتلك الثورة الكبيرة , ونؤكد على الاحتمالية فقط فنقول - قد - او - لعل - ... فالامام الحسين -ع- لم يقوم بشيء من هذا القبيل بعد استشهاد مولانا كريم آل محمد الامام الحسن سلام الله عليه .., اي ابّان فترة حكم معاوية التي امتدت الى عشر سنوات وانتهت بموت معاوية .., فتأمل ,
************************
الامام زيــــــــــــن العابديـــــن السجّاد - سلام الله عليه ..,
بعد ان قام المختار بتلك الثورة الواسعة وقضى على اغلب اعداء اهل البيت -ع- والَدَّهُم وسيطر على اغلب مناطق الدولة الاسلامية .., بعث بكتاب الى الامام يعرض عليه البيعه والكثير من الاموال .., فماذا كان جواب الامام -ع- ؟ لم يقبل منه الامام اي بيعة واعلن الرفض لها على رؤوس الملأ في مسجد النبي الاعظم -ص- كما جاء ذلك في كتاب .... المؤرخ ..,
( المسعودي \ مروج الذهب \ ج3 ص74 ط دار الهجرة قُمــــــــــ ..
فالذي نشهده هنا عملية رفض للخلافة الدنيوية بهذا الشكل القاطع .. فلو كانت تعدل منزلة الامامة لكان الامر اختلف كثيرا ولو كانت الامة تتوقف هدايتها على تقليد هذا المنصب من قبل الامام ايضا لكان الامر اختلف والموقف تغير من قبل الامام -ع-
*************************
الامام الصادق - سلام الله عليه ..,
وموقفه من جيوش الايرانيين المنتصرة بقيادة ابي مسلم الخراساني ..,
جاء في كتاب المسعودي \ مروج الذهب \ ج3 \ ص 254 ...,
ان ابا سلمة الخلال شريك ابي مسلم الخراساني وقائد الثورا ضد الامويين .. لما قتل ابراهيم الامام خاف انتفاض الامر وفساده عليه فبعث بمحمد بن عبد الرحمن بن اسلم وكان اسلم مولى لرسول الله -ص- وكتب معه كتابين على نسخة واحدة الى ابي عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين يدعو كل واحد منهما الى الشخوص اليه ليصرف الدعوة اليه او يجتهد في بيعة اهل خراسان له . وقال للرسول : العجل العجل فلا تكونن كوافد عاد , فقدم محمد بن عبد الرحمن المدينة على ابي عبد الله جعفر بن محمد فلقيه ليلا , فلما وصل اليه اعلمه انه رسول ابي سلمه ودفع اليه كتابه , فقال له ابو عبد الله : وما انا وابو سلمة ؟ وابو سلمه شيعة لغيري , قال : اني رسول فتقرا كتابه وتجيبه بما رايت , فدعا ابو عبد الله بسراج ثم اخذ كتاب ابي سلمه فوضعه على السراج حتى احترق ,, وقال للرسول عرِّف صاحبك بما رايت ..
من هنا نجد تعامل الامام -ع- مع الخلافة بهذا الشكل .. فهو يرفضها ايضا كما رفضها الائمة -ع- من قبله .. كما ان الاجواء كانت مهيئة .. لكن الامام يلتزم بالموقع الديني .. ويرى به تحقيق الاهداف الالهية التي يحملها .. ويبتعد بذلك عن المقام الدنيوي والسياسي المليء بالصراعات الغير منتهية ..
*********************
الامام الرضا - سلام الله عليه ..,
الحقيقة ان عملية عرض الولاية - ولاية العهد - من قبل المامون على الامام الرضا عليه السلام حديث ذو ابعاد كثيرة وله تشعبات وتحليلات جدا طويلة .., فله عدة وجوه واحتمالات منها مقبولة ومنها غير مقبولة .., ولا نستطيع هنا الا ان نختصر القليل ..,
لما عرض المأمون ولاية العهد على الامام الرضا -ع- .. والحادثة ايضا مذكورة لدى المؤرخ المسعودي - مروج الذهب ج3 ص 441 ....
المعلوم ان الامام الرضا -ع- رفض تلك الولاية تماما ولم يقبلها ,, حتى ان المامون لم يجد طريقة لاقناعه بها سوى التهديد والجبر ... الى ان وافق الامام -ع- بالاكراه .. بعد ان شرط على المامون شروط منها ان لا يتدخل في شؤون الحكومة والخلافة لا من قريب ولا من بعيد ... وهنا لرب قائل يقول بان الامام -ع- يعلم بنوايا المامون البعيدة وما يضمره بداخله من مؤامرة .. .. لكن لكل ادعاء , ابتلاء .., فهناك من كبار علماء الشيعة الامامية كالشيخ المفيد والشيخ الصدوق يرجحون احتمال ان المامون كان صادقا في بداية الامر في مسالة ولاية العهد للامام الرضا -ع- وكانوا يرون ان الدافع الذي دفع المامون الى الاقدام على هذا الامر هو الوفاء بالنذر والعهد الذي قطعه على نفسه في احداث سابقة ..,
قلنا في بداية البحث ان هناك فصلا بين مقام الخلافة الدنيوية وبين الامامة .. واعتقد ان هذا بات من الواضحات .. اما النقطة الثانية فهي هل ان الخلافة الدنيوية بها نص قرآني يوجب على الامام ان يتقلدها وعلى الناس ان يختاروه .. تقول هذه النظرية بعدم وجود نص على - الحكم السياسي - فلو كان هناك نص لما حصلت تلك التنازلات من قبل الائمة -ع- ابتداءا من الامام علي الى الامام الرضا عليهم السلام ... فنجد الكثير من الفرص لتقلد هذا المنصب الدنيوي .. لكن نجد الائمة يبعدونه عنهم .. مع تمسكهم الشديد بدورهم الديني المتمثل بقيادة الامة نحو الله تعالى وترسيخ المباديء الالهية في المجتمع الاسلامي .. والفرق واضح بين المقامين .., وسياتي ان شاء الله توضيح لهذه المسالة واي المقامين يفضلون اهل البيت ..,
ونؤكد على كلمة وهي : الموضوع هذا يتحدث عن هل ان الحكم السياسي واجب للائمة حصرا .. ام ان لاي مسلم مؤهل الحق في تقديم نفسه ليلعب هذا الدور .. بحيث ان الكلام ليس هل ان من تقلدوا المناصب كانوا مؤهلين ام لا ... فالجواب واضح جدا في هذه المسالة ..,
الاخوة الكرام شكراً لكم قُرّاء ونُقّاد
معاد الجبوري- صديق عزيز
-
عدد الرسائل : 1502
العمر : 36
محل الاقامة : العراق
العمل / الترفية : طالب
الهوايات : كرة القدم
اللاعب المفضل : زين الدين زيدان
النادي المفضل : نادي ريال مدريد
المنتخب المفضل : المنتخب العراقي
تاريخ التسجيل : 24/10/2007
رقم العضوية: 2
مواضيع مماثلة
» معاجز وقصص اهل البيت عليهم السلام( ارجو التثبيت)
» شوستر يفكر في إشراك " بيبي " و " روبينيو " في لقاء هيولفا !!
» روبين : " روما لا تعتمد على "توتي "فقط .. وأتمنى أن ألعب نهائي دوري الأأبطال!!
» معــانــي رائــعـة !"""-"""!
» بيبي "ستكون مباراه صعبه وسيكون لديهم حافز كبير وهو الفوز على المتصدر"[مقابله] خاصة"
» شوستر يفكر في إشراك " بيبي " و " روبينيو " في لقاء هيولفا !!
» روبين : " روما لا تعتمد على "توتي "فقط .. وأتمنى أن ألعب نهائي دوري الأأبطال!!
» معــانــي رائــعـة !"""-"""!
» بيبي "ستكون مباراه صعبه وسيكون لديهم حافز كبير وهو الفوز على المتصدر"[مقابله] خاصة"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى