هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

×,× كيــف تمــوت الملائــكــه ×,×

اذهب الى الأسفل

×,× كيــف تمــوت الملائــكــه ×,× Empty ×,× كيــف تمــوت الملائــكــه ×,×

مُساهمة من طرف doskee_93 10/15/2007, 8:52 pm


×,× كيــف تمــوت الملائــكــه ×,× 47c85d5393


×,× كيــف تمــوت الملائــكــه ×,×

--------------------------------------------------------------------------------

كيف تموت الملائكة ؟!

هرع إلى المستشفى فزعا .. تجاوز المصعد الذي تجمهر حوله عدد من الأشخاص .. لم يكن يقوى على الانتظار .. اتجه للسلالم و تخطى العتبات واحدة تلو الأخرى .. انقض على مقبض الباب و دخل .. هاله المنظر كاد أن يقع .. فلذة كبده ممددة على السرير و بجانبها زوجته متشبثة بيدها بحزن و خوف بالغين ..

أسرع ليراها .. وجهها البريء شاحب لا حياة فيه .. و على خدها دموع حفرها الألم .. هم ليعانقها ليضمها إلى صدره .. ود لو يحتوي كل ما تعانيه من آلام و معاناة .. حتى استوقفته زوجته : لم تغفو عيناها إلا منذ قليل .. ارحمها أرجوك ..

ألقى بجسده على أحد الكراسي المتناثرة بالغرفة ..ما عساه يفعل لفتاته الوحيدة و هو يراها تحت وطأة الأجهزة .. و أنينها قد قطع نياط قلبه ..

عادت به الذاكرة إلى ما قبل عشر سنوات مضت .. تذكر عشقه الكبير لتلك المرأة الجالسة أمامه .. كانت أجمل فتاة رآها في حياته .. كانا يدرسان معا في نفس الكلية .. بنو أحلامهم لبنة لبنة .. و عاهدها أن يتخذها زوجة له مهما كانت الظروف .. حارب من أجلها و خطب ودها .. وهي بالمقابل كانت سعيدة بكل ما يفعله لأجلها .. و تدعو ربها أن يتكلل حبهما بالزواج .. خططا لكل شي .. حتى حدث ما لم يكن بالحسبان .. الفحص الطبي يشير بأنهم لا يصلحان لبعضهما و إلا ستقع الكارثة على أطفالهم المهددين بمرض فقر الدم المنجلي و الثلاسيميا ..

لا يزال يسمع صدى كلمات الطبيبة ترن في أذنه " لا تجنيا على أطفالكم " كذلك نصائح و تحذيرات الأهل و المقربين لكنهما ضربا كل ذلك عرض الحائط .. كانا جاهلين لمعنى هذين المرضين و غرقا في أحلامهما الوردية .. حتى أفاقا على صفعة قاسية و بيدهما طفلة تحمل هذين المرضين ..

و من هنا انهارت أبراج السعادة التي عاشا فيها لفترة قصيرة و بدأت أولى فصول المعاناة .. كانا يقفان حائرين أمام طفلتهما الصغيرة و هي تبكي .. لا تسكتها الحلوى و لا الحليب و لا حتى حضن أبويها .. يبدوان عاجزان تماما عن تهدئة روعها و معالجتها ..

حبهما الذي حاربا لأجله ذاب كالملح في الماء و لم يتبقى سوى طعمه السيئ .. كانا يتشاجران دائما و كل منهما يلق اللوم على الآخر .. هو يفر إلى الخارج منهارا ليبعد ذلك الكابوس عن رأسه .. ليبعد شبح طفلته و هي تنظر له و الدموع ملء مآقيها بينما هي تبقى تجوب المنزل ذهابا و إيابا حاملة طفلتها بلوعة و حزن لعلها تقدر على تهدئتها ..

كبرت الفتاة و كبر المرض في جسمها الضئيل .. الليالي تمر عصيبة على أهل ذلك البيت .. تتقلب الفتاة في الفراش كمن يتقلب على النار .. تصرخ أمي أبي يؤلمني هنا .. بل هنا ..الألم يسكن في جميع أنحاء جسدي .. تمسح الأم على جسدها و الأب يقرأ آيات من القرآن الكريم .. فينتهي بهم الحال بقضاء ليلتهما في المستشفى لان طفلتهم لا تقوى على النوم بلا مسكنات و حقن ..

نفض عن رأسه غبار الذكريات الموجعة و نظر إلى زوجته .. أصبحت أكبر من عمرها بعشرين سنة فالتجاعيد قد حفرت على وجهها أبشع صورة و غزت الشعيرات البيضاء شعرها الأسود القاتم الذي طالما فخرت به ..

انتفض عندما سمع أنين طفلته فرح .. قفز ليمسك بيدها صائحا : كيف أصبحت يا عزيزتي ؟؟ فتحت عيناها ببطء و حبات العرق عالقة على جبينها قائلة : هل سأموت الآن ؟
جاءهم الجواب كالصاعقة .. تجمدا في مكانهما غير قادرين على إجابة صغيرتهم التي أعياها المرض ..
همست الطفلة التي لم تتجاوز التسع سنوات : ماما .. بابا .. هل ستتركانني وحيدة .. هل سأراكم في الجنة ؟
صاحت الأم : مزقت فؤادي يا فرح ..
و ببراءة همست الطفلة : لكني لم أذق طعم الفرح في حياتي .. هل سيدعونني ألعب كما يحلو لي في الجنة ؟ أم سيلحقني المرض إلى هناك أيضا .. لا أنتم أخبرتموني بأني لن أمرض في الجنة و لن تغرس في يداي الحقن هناك .. بل لن أحتاج لقضاء حياتي في المستشفى و بين الأطباء .. الحياة هناك أجمل لا أريد البقاء هنا ..

أجهشا بالبكاء و هما يرون فلذة كبدهما تودع الحياة بقلب كسير لم يرى في هذه الدنيا ما يسعده .. تغادر بعد أن أشبعاها طعنا بخنجر حبهما .. أي حب هذا الذي حطم حياتهما و اغتصب الفرحة من عيني طفلتهما ..

صرخت الأم بحرقة مخاطبة زوجها : أفعل شيئا .. ستموت ابنتي ..
خرج مذعورا يتخبط في الرواق لا يرى طريقه .. زمجر حتى هز المكان بأكمله : أين الطبيب ؟
أسرعت الممرضات إليه صرخ فيهم : أين هو .. استدعوه على عجل .. بينما الطبيب يمشي ببرود شديد .. أسرع إليه ليقبل يديه .. ليقبل رجليه قائلا : الحق ابنتي .. بينما الآخر يبتعد قائلا : ابنتك انتهت .. و لا يمكننا فعل شيء ..
ود لو يهشم رأس ذلك المتعجرف .. هل عجز العلم عن إنقاذ وحيدتي و قهر الأمراض التي مزقتها لسنوات .. لحظات حتى تعالت صرخات زوجته و هي تركض إليه ثكلى .. بضياع انهار على الأرض فقد غابت فرح التي لم تجد الفرح في حياتها بعد أن قتلها بيديه ..

اقتربت منه زوجته قائلة : ابنتي ماتت معذبة .. نحن من عذبها يا جابر .. نحن من حرمها العيش كغيرها من الأطفال .. لطمت وجهها .. ضربت رأسها بالحائط .. أي حياة تلك التي ستعيشها ..

نهض جابر و أنفاسه تتصاعد بشكل كبير .. نظر لزوجته ثم صرخ : أنت طالق .. و أطلق ساقيه للرياح مغادرا .. إلى أين .. حيث لا أحد يعلم حتى هو ..

تم بحمد الله

منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووول للاماااااااااااااانــــــــــــــــــــــــه
doskee_93
doskee_93
.:: مؤسس والمدير العام للمنتدى ::.
.:: مؤسس والمدير العام للمنتدى ::.

ذكر
عدد الرسائل : 1634
محل الاقامة : العر.ر.ر.راق
العمل / الترفية : طالب
الهوايات : السباحة و كرة القدم
تاريخ التسجيل : 20/06/2007

‏ ‏
رقم العضوية: 1

http://www.younis10.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى